وإعراب كلمات هذا الاستفهام سهل واضح ومع ذلك أعرب لك (كيف خلقت) : (كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال، وصاحب الحال الضمير المستتر في خلقت العائد على الإبل وهو نائب الفاعل للفعل الماضي المبني للمجهول:(خلق) , والتاء تاء التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب, وجملة (كيف خلقت) في محل جر بدل اشتمال من الإبل، والمعنى أفلا ينظرون إلىَ الإبل كيفية خلقها.
أختي العزيزة:
بهذا الذي قد مضى ينتهي حديثي إليك عن همزة الاستفهام الداخلة على (لا) النافية للفعل المضارع، على أنه قد بقي في هذه الرسالة أن أحدثّك عن همزة الاستفهام الداخلة على (لن) النافية الناصبة لهذا الفعل، وهو حديث قصير، فإنّ همزة الاستفهام هذه لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة، وكان ذلك في قوله تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ} . الآيات (١٢٣-١٢٥) من آل عمران.
وقد تضمنت هذه الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال للمؤمنين الذين كانوا معه في يوم بدر:{أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} .
وكان هذا الاستفهام للتقرير ولطمأنة قلوب المؤمنين، ومعنى التقرير هنا طلب الاعتراف من المؤمنين بما تضمنه السؤال: إما بالإيجاب وإما بالسلب.