فإن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - انطلاقا من رسالتها وأهدافها في تبليغ رسالة الإسلام إلى العالمين - قد دعت إلى عقد المؤتمر العالمي الثاني لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة لبحث وسائل التضامن والوحدة بين المسلمين: تحقيقا لما يجب أن يكون بينهم من تعاون على البر والتقوى، وقياما بواجب الدعوة، واستجابة لله وللرسول فيما أمروا به من الاعتصام بدينهم والاجتماع عليه وما نهوا عنه من التفرق والاختلاف من بعد ما جاءهم البينات..
وقد تم بعون الله وتوفيقه عقد هذا المؤتمر في مقر الجامعة الإسلامية في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة من ٢٥-.٣ من شهر ربيع الأول ١٤٠٤ هـ، واشترك فيه علماء ودعاة من العالم الإسلامي.
وبعد دراسة البحوث المقدمة في موضوع المؤتمر والنظر في واقع المسلمين وما يجب أن يكونوا عليه من أخوة وتعاطف وترابط فإن المؤتمر يناشد المسلمين بعامة وحكامهم وأولياء أمورهم بخاصة أن يقدروا الظروف التي تمر بهم والأخطار المحدقة بأوطانهم، وأن يعملوا جميعا على جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم باتباع دينهم وطرح الشعارات المنافية له، وأن يخضعوا كل شيء من أمرهم لإعلاء كلمة الله عز وجل أداء لرسالتهم وتحقيقا لعزتهم ورحمة للعالمين، كما يذكرهم أن يردوا أيّ شيء تنازعوا فيه إلى الله والرسول عملاً بقول ربهم:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(النساء: من الآية ٥٩) .
وفي سبيل تحقيق ذلك:
يؤكد المؤتمر- في مقدمة توصياته- العناية بتنفيذ جميع توصيات المؤتمر العالمي الأول لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة, لشمولها وأهميتها البالغة على طريق الدعوة الإسلامية.