ولا يرد هذا الكيد الخبيث والعمل الرهيب إلا أن نحصن أبناءنا بتعاليم الكتاب والسنة وأن نسلحهم بالحجج الدامغة المزهقة لباطل ومفتريات أعداء الإسلام وإلا أن نخرج الجندي المسلم والطبيب المسلم والمهندس المسلم والمحدث الواعي والفقيه المتبصر. وكل هذا سيحققه إن شاء الله المنهج الذي رسمناه وتحدثنا عنه.
ثانيا: اختيار المدرس:
المدرس له أثره البالغ على التلميذ فهو أسوته ومثله فيجب اختيار المدرس الرباني التقي قال تعالى:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} .
والعلماء هم ورثة الأنبياء في علمهم وأخلاقهم ودعوتهم إلى الله، فلا بد للمدرس أن يتمتع بحظ وافر من هذه الوراثة.
في علمه أن يكون عالما بدينه, وفي أخلاقه من الإخلاص والصبر والحلم وصدق الحديث والفعل إلى جانب الذكاء والحرص على تنشئة تلاميذه على الإسلام الحق وأخلاقه وآدابه ومثله.
ولا ينبغي بحال من الأحوال أن يكون الاعتماد في اختيار المدرس على الشهادات بل يجب أن يراعي في الدرجة الأولى عقيدتة وأخلاقه الإسلامية وتمسكه بدينه. وهذا أمر مهم جداً لا مناص من اعتباره.
فالمدرس الذي انجرف في عقيدته وفكره أو الضعيف الأخلاق والسلوك أو المتهاون في العبادة والصلاة أخطر على أبنائنا من الأمراض الفتاكة, وما نشاهده من انحراف في سلوك كثير من الطلاب أو تهاونهم في أداء الصلوات بل استثقالها وما نراه من زههدهم في القرآن وتلاوته وحفظه وفهمه يعود معظم وزره على كثير من المدرسين الذين أثروا بسلوكهم في أبنائنا وفلذات أكبادنا.