فعلينا أن نستمر عن ساعد الجد لعلاج المصابين منهم في أخلاقهم وسلوكهم وعلينا أن نبذل كل ما نستطيع من طاقات لحمايتهم ووقايتهم من الأمراض الفكرية والخلقية أشد مما نبذله لعلاج أجسادهم وحمايتها.
فكما لا نثق بالطبيب الذي يقدم الإبر المسمومة والدواء الفاسد الذي قد يؤدي بحياتهم كذلك يجب أن نحميهم ممن يفتك بأخلاقهم وسلوكهم من المدرسين.
وكما يجب أن نختار الطبيب الأمين المخلص كذلك يجب أن نختار المدرس الأمين الصادق المخلص أكثر وأكثر وأهم وأهم.
ثالثا: اختيار الطلاب الأذكياء
الطلاب هم أبناء اليوم ورجال الغد فهم رجال المستقبل الذين سيكون منهم الأستاذ المسلم والقاضي المسلم والجندي المسلم والطبيب المسلم والمهندس المسلم.
وهذه أمور مهمة وعظيمة جدا فلا بد من دراسة مواهبهم واستعداداتهم ولا بد لكل ثغر من ثغور الإسلام أن يملأ برجاله وأهل الكفاءات فيه فمن المرحلة الثانوية يبدأ التقسيم، تقسيم الطلاب إلى الاختصاصات التي ذكرتها سابقا لا بمجرد أن يختار كل طالب ما يريد.
بل لابد من الاستعانة برأي الأساتذة الأذكياء المخلصين الذين يعرفون المواهب والاستعدادات بفراستهم وتوسمهم وخبرتهم وتجارتهم.
إن الأذكياء من أبنائنا اليوم ينصرفون عن العلوم الإسلامية من قرآن وحديث وتفسير وفقه لأسباب يعلمها الله.
والمعاهد العلمية والكليات الشرعية لا يوجد فيها إلا النادر من الأذكياء, لقد كان الأذكياء والعباقرة في عهود الإسلام الزاهية يتجهون إلى دراسة العلوم الإسلامية وتدريسها والتأليف فيها خصوصاً علوم الحديث فوصلوا بالعلوم الإسلامية وبالأمة الإسلامية إلى مستوى لا يوجد له نظير في تاريخ الإنسانية كله.