الجواب المنصف القائم على العقل والحكمة، ومعرفة مكانة النبوة والثقة العظيمة فيها وتقديرها حق قدرها، أن دعوة التوحيد ومحاولة القضاء على الشرك وتطهير أرض الله منه تستحق كل هذا وانه عين الحكمة ومقتضى الفطرة والعقل.
وأن الواجب على كل الدعاة إلى الله أن يفهموا هذا المنهج، وهذه الدعوة الإلهية العظيمة، والمطلب الكبير، فيكرسوا كل جهودهم وطاقاتهم لتحقيقه ونشره في أرض الله كلها، وأن يتعاونوا ويتكاتفوا ويتحدوا، ويصدق بعضهم بعضا، كما كان الرسل دعاة التوحيد يبشر سابقهم بلاحقهم ويصدق لاحقهم سابقه ويؤيد دعوته ويسير في مضماره.
يجب أن نعتقد أنه لو كان هناك منهج أفضل وأقوم من هذا المنهج لاختاره الله لرسله وآثرهم به، فهل يليق بمؤمن أن يرغب عنه ويختار لنفسه منهجاً سواه ويتطاول على هذا المنهج الرباني وعلى دعاته.
وثانيهم: أبو الأنبياء وإمام الموحدين الحنفاء- إبراهيم خليل الله- الذي أمر الله سيد المرسلين، وخاتم النبيين وأمته باتباعه والاتساء بدعوته والاهتداء بهديه ومنهجه [٢٥] .