٢- ولما وفد عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعه المخزومي كلما النجاشي ملك الحبشة فقالا له يغريانه بالمسلمين المهاجرين إلى الحبشة:"أيها الملك إنه قد صبأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنت ... فسألهم النجاشي فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا ديني ولا دين أحد من هذه الأمم؟ ... فكان الذي كلمه جعفر بن أبى طالب فقال له: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونسئ الجوار، يأكل القوى منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة، والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً، قال فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه وآمنا به واتبعناه، على ما جاء به فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك ... "[٣١] الحديث.
وفي أسئلة هرقل لأبي سفيان في مدة صلح الحديبية عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي سفيان:"ماذا يأمركم؟ "قال أبو سفيان قلت: "يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاًََ واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمر بالصلاة، والصدق والعفاف، والصلة"[٣٢] .