للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى كل حال فالإمارة والقضاء من الأمور التي لابد منها ولا تقوم حياة المسلمين إلا بها وبها تعصم الدماء والأموال. ولكن يجب أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاء منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعطى هذه المناصب لمن يسألها أو يحرص عليها أو يرشح نفسه لها عن طريق الانتخابات مثلا فإن هذا من الحرص عليها، وإنما يختار لها الأكفاء علما وزهداً فيها وتقوى. ثم ينبغي أن نستفيد من هذا المنهج النبوي في التربية، فلا ينبغي أن ننشئ الشباب على حب القيادة والرئاسة والسيادة والإمارة فلو نشأناهم على حب هذه الأشياء خالفنا هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوقعنا الشباب في المهالك وأي فلاح ننتظره في الدنيا والآخرة إن خالفنا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} . (النور: ٤٧_٤٨) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وأن تعتصموا بحبله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم. ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"....


[١] الفطر الابتداء والاختراع، والفطرة: الحالة، كالجلسةِ والركبة
والمعنى. أنه يولد على نوع من الجبلة، والطبع المتهيئ لقبول الدين فلوترك عليها لاستمر على لزومها، وإنما يعدل بالآفة من آفات البشر والتقليد "النهاية لابن الأثير (٣/٤٥٧) .
وقال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: في الفتح (٣/٢٤٨) .