فلا سبيل أمام مجتمع متخلف ينشد الانقلاب الصناعي إلا اعتناق فلسفة خاصة وعقيدة خاصة مستقلة.. فابدأوا بالعقيدة قبل أن تتحدثوا عن العصرية.. وإذا كان الجميع يعترفون اليوم بأن ما طرح بيننا من وسائل إيقاظ القوى المعنوية لم يثمر ثمرته المرجوة، فإن من حق الأمة العربية أن تطالب اليوم
وتقول التفتوا هنا.. فأين هذه الأمة..
لا يصلح أخرها إلا بما صلح به أولها.. عودوا إلى الإسلام وامنحوا الجماهير عقيدة تقاتل تحتها.. وتنتصر من أجلها وبها..
تخوف من بعث إسلامي جديد في تركيا
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر بتاريخ ٢٧-٤-١٩٦٨المقال التالي عن استنبول.
بعد أربعين سنة من قبول مبدأ العلمانية في تركيا بدأ التيار الرجعي الإسلامي ينتشر من جديد ويزحف متقدما في مختلف أنحاء البلاد، وقد أخذت الدوائر التقدمية التركية تشعر بقلق كبير وعميق من هذا التيار الذي يضطرد نموه، فهم يعتبرونه خطرا يتهدد الأسس العصرية التي يقوم عليها المجتمع التركي الذي أسسه كمال أتاتورك منذ أربعين سنة.
ولكن حكومة السيدسليمان ديميريل المحافظة وحزب العدالة الحاكم ينفيان وجود مثل هذا الخطر. ووجهه الرسمية تقوم على أساس أن الحوادث المتفرقة من الهجوم على أتاتورك تنظر فيها المحاكم الرسمية، وأما فيما عدا ذلك فيجب أن لا يكون ثمة قيود على حرية العبادة.
ظلت مسألة الحرية الدينية موضع خلاف شديد في تركيا منذ انتهاء الحكم الثيوقراطي (الديني) فيها. فلم يكن للعصبية الدينية الإسلامية أية وسيلة للتعبير في عهد أتاتورك ونظام الحزب الواحد، وإنما ظهر التيار الرجعي وبرز بعد أن تم إدخال نظام الديمقراطية البرلمانية عام ١٩٥٠.