إن الصورة عند عبد القاهر الجرجاني – يتابعه ابن كمال في ذلك – تعني الصياغة أو النظم. ويظهر السياق القيمة الفنية للصياغة بمقدار ما يحقق الارتباط العضوي بين المعاني الحقيقة أو النحوية، وبين المعاني المجازية من استعارة وتمثيل وتشبيه..وغيرها. وليست المعاني البلاغية منفصلة عن النظم بل هي جزء منه. والفرق بين صورة شعرية وأخرى - اتحاء المعنى - إنما يرجع إلى خصوصية في الصياغة أو النظم، وإن أي تغير في ترتيب الألفاظ يتبعه تغير في الصورة (انظر الدلائل ٢٠٥،٢٧٩) والخلاصة فإن الصورة عنده هي الصياغة الفنية للمعنى، أو هي نظم الكلمات داخل سياق لغوي متفاعل لا ينفصل فيه الشكل عن المضمون.
[٦٦] في نسخ الدلائل المطبوعة: صناعة.
[٦٧] الدلائل، ص١٧٥ (طبعة المنار) .
[٦٨] ع: تغير، تصحيف.
[٦٩] ع، س: بتغير، تصحيف.
[٧٠] في، زيادة من (ع) .
[٧١] ع، س: فعله، تصحيف.
[٧٢] الدلائل، ص١٦٧ (طبعة المنار) .
[٧٣] الشيء، سقط من (ع) و (س) .
[٧٤] وتكملة كلام الجرجاني ... فكما أن محالا إذ أنت أردت النظر في صور الخاتم وفي جودة العمل ورداءته أن تنظر إلى الفضة الحاملة لتلك الصورة أو الذهب الذي وقع فيه العمل وتلك الصفة - كذلك محال إذا أردت أن تعرف مكان الفضل والمزية في الكلام أن تنظر في مجرد معناه. وكما لو فضلنا خاتما على خاتم بأن تكون فضة هذا أجود أوفصه أنفس، لم يكن ذلك تفضيلا له من حيث هو شعر وكلام، وهذا قاطع فعرفه – وهذا النص فيه تأكيد لرفض ثنائية الفظ والمعنى عند مدرسة الجرجاني. والصورة عنده تعني الصياغة، وكلاهما مرادف للنظم حيث تبدو أصالة العمل الأدبي في إطار السياق الفني.