للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، وقد ذهب الزمخشري إلى أن أرأيت بمعنى أَخْبرْ (الكشاف ج٢ ص ٥٢٢) ولكن أبا السعود في تفسيره هذه الآية لم يرتض رأي الزمخشري هذا وقال: "وقد قيل إن أرأيت بمعنى أَخْبرْ... وأنت خبير بأن المشهور استعمال أرأيت في معنى أخبرني بطريق الاستفهام جاريا عَلى أصله مخرجاً إلى ما يناسبه من المعاني لا بطريق الأمر بالإخبار لغيره" (تفسير أبي السعود ج ٥ ص٢٧٩)

وقال الألوسي: "وإرادة أخبرني هنا مما لا يكاد يصح كما لا يخفي" (روح المعاني جـ١٦ ص ١٣٠) وكلام الألوسي هذا حق وصدق لو كان المراد بأخبرني المعنى الحقيقي لأرأيت، لأن المعنى حينئذ أن الله سبحانه وتعالى يطلب من محمد صلى الله عليه وسلم أن يخبره عن الذي كفر بالآيات وأقسم أنه سيؤتى يوم القيامة مالا وولدا، فالله سبحانه وتعالى منزه عن أن يستفهم استفهاما حقيقيا، أو أن يستخبر عن شيء ما، والله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء لا تخفي عليه خافية.

والمفسرون حين يقولون إن أرأيت بمعنى أخبرني أو إن أرأيتم بمعنى أخبروني لا يريدون أن هذا هو المعنى الحقيقي، وإنما يشيرون إلى الأصل في استعمالها وأنها علمية حينئذ، وأنها تنصب مفعولين: الأول اسم مفرد يأتي بعدها ويكون هو المستخبر عنه، والثاني جملة استفهامية هي متعلق الاستفهام ومناطه، أما المعنى المراد من أرأيت وأخواتها فهو ما يدل عليه السياق كالتعجب والتنبيه في هذه الآية.

وعلى هذا فليس في قول السمين في حاشية الفتوحات الإلهية على الجلالين (ج ٣ ص ٧٦) : إن أرأيت هنا بمعنى أخبرني ليس في قوله حرج، لأنه لا يريد أن هذا هو معناها الحقيقي، فالمعنى الحقيقي في هذه الآية وفي غيرها مما يشبهها لا يصح ولا يكاد يصح، فالله سبحانه وتعالى منزه عن أن يستفهم استفهاما حقيقيا أو أن يستخبر.

أما إعراب: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا} ... الآية: