أما الآية السابعة والثامنة والتاسعة لاستفهام {أرأيت} ففي قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى, أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى, أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى, أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى, أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} . الآيات:(٩-١٤) من سورة العلق وسبب نزول هذه الآيات مايلي:
"أخرج أحمد ومسلم والنسائي وغيرهم عن أبي هريرة أن أبا جهل حلف باللات والعزى لئن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ليطأنّ على رقبته وليعفرنّ وجهه، فأتى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يصلي ليفعل، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقيل له مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، وأنزل الله تعالى كلا إن الإنسان إلى آخر السورة" (تفسير الألوسي ج٣٠ ص١٨٣) . ومن ضمنها هذه الآيات المتقدمة موضع البحث.
و {أَرَأَيْتَ} هنا في آياتها الثلاث بمعنى أخبرني فهي علمية تنصب مفعولين:
أما {أرأيت} الأولى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى} فمفعولها الأول- وهو المستخبر عنه- اسم الموصول {الَّذِي يَنْهَى} ، ومفعولها الثاني- وهو متعلق الاستخبار ومناطه- محذوف يدل عليه {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} . والمعنى والتقدير: أرأيت الذي ينهي - وهو أبو جهل - عبدا إذا صلى - وهو الرسول صلى الله عليه وسلم - ألم يعلم ذلك الناهي أن الله يراه فيحاسبه.