للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبر عن أبي جهل باسم الموصول {الَّذِي يَنْهَى} ليشمل كل ناه عن الصلاة، وعبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ {عَبْداً} وهي نكرة تدل على التعظيم لتشمل كل منهي عن الصلاة، وعبر عن النهي مع أنه قد مضى بصيغة المضارع التي تدل على الحال والاستقبال لبيان أن ذلك النهي جدير بأن يستحضر ويظل عالقا بالأذهان لغرابته وأنه مما لا ينقضي التعجب منه.

أما أرأيت الثانية: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى, أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} فمفعولها الأول- وهو المستخبر عنه - ضمير محذوف يعود على الذي ينهي، ومفعولها الثاني - وهو متعلق الاستخبار ومناطه - محذوف أيضا يدل عليه {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} والضمير المستتر في {كَانَ} وفي {أَمَرَ} يعود على الذي ينهي وهو أبو جهل، وهذا رأى جماعة من المفسرين منهم الزمخشري وأبو السعود والألوسي، وعلى هذا الرأي قال البيضاوي في تفسيره: "والمعنى أخبرني عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته إن كان ذلك الناهي على هدى فيما ينهى عنه أو آمرا بالتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقده... {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} ويطلع على أحواله من هداه أو ضلاله "ا. هـ.

وذهب مفسرون آخرون منهم الطبري وابن كثير وابن عاشور إلى أن الضمير المستتر في كان وأمر يعود على {عَبْداً} وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا الرأي أشار البيضاوي في تفسيره: "وقيل المعنى: أرأيت الذي ينهى عبدا يصلى والمنهي على الهدى آمر بالتقوى"ا. هـ.