وعندما جاء الجيل الثاني، جيل محمد البزم (١٣٠٥-١٣٧٥هـ - ١٨٨٧-١٩٥٥م) وتامر الملاط (١٢٣٧-١٣٣٣هـ - ١٨٥٦-١٩١٤م) وإلياس صالح (١٢٥٤-١٣٠٣هـ ١٨٣٩م) وشفيق جبري (١٣١٦-١٤٠٠هـ - ١٨٩٨-١٩٧٠م) وشكيب أرسلان (١٢٨٦-١٣٦٦هـ- ١٨٦٩-١٩٤٦م) وشبلي الملاط (١٢٩٣-١٣٨٠هـ - ١٨٧٦-١٩٦١م) وبشارة الخوري (١٣٠٨-١٣٨٨هـ ١٨٩٠-١٩٦٨م) .. الخ كان شعر البارودي وتلاميذه في أيديهم، إضافة إلى الدواوين التراثية التي كانت المطابع تخرجها واحدا تلو الآخر. فتهيأت الظروف لحركة إحياء في سورية، تتأثر خطى حركة الإِحياء التي قامت في مصر.
ولكن سرعان ما تسللت النزعة الرومانسية المتأثرة بالأدب الغربي الرومانسي من جهة، وبالديوانيين من جهة أخرى، واختلطت بالصفات التراثية "الكلاسيكسة"عند بشارة الخوري وعمر أبي ريشة وبدر الدين حامد وبدوي الجبل، ثم ظهرت قوية وحادة في شعر علي الناصر، الذي كان يعب ومن الثقافة الفرنسية بنهم شديد، ويجتهد في صياغة شعره على هديها.
وطبيعي أننا نجد أصداء دعوات العقاد وشكري والمازني في محاولات الشعراء السوريين للاهتمام بالذات الفردية، وأن نجد أصداء دعوة المهجريين وجماعة أبولو أيضا في تنويع القافية أو تركها، ذلك أن التأثر الكبير بتلك المدارس لابد أن يدفع الشعراء السورين إلى تجريب ما يجدونه في شعر النماذج التي يتطلعون إليها [٤٧] .