١٢ (٣٨) حديث جابر [١٩٣]"أعطيت خمساً- إلى أن قال:- وبعثت إلى الناس كافة"[١٩٤] هذا اللفظ للبخاري [١٩٥] ولم يروه مسلم كذلك، إنما رواه بلفظ "وبعثت إلى كل أحمر وأسود"[١٩٦] ولعل المصنف اغتفر ذلك ظنا منه ترادفهما، وقد يفرق بينهما بما تعطيه الصيغة من كل واحد منهما.
على أن رواية مسلم أقوى في نظر الحديثي [١٩٧] ، لأنه رواها عن شيخه يحيى بن يحيى، عن هشيم، والبخاري روى لفظه عن محمد بن سنان، عن هشيم، ويحيى أجل من محمد بن سنان، فهي رواية يقدم الحافظ لها على من روى بالمعنى.
١٣ (٤٠) حديث عائشة "أن أم حبيبة [١٩٨] استحيضت، فأمرها أن تغتسل لكل صلاة"[١٩٩] انتهى. غسلها لكل صلاة لم يقع بأمره صلى الله عليه وسلم، كما بين في رواية مسلم ولفظه "فأمرها أن تغتسل، فكانت تغتسل لكل صلاة"[٢٠٠] وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين [٢٠١] .
١٤ (٤٣) حديث معاذة [٢٠٢] ، عن عائشة "كنا نؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة"[٢٠٣] انتهى. ولم يذكره البخاري بهذا اللفظ، وإنما أورده بلفظ "قد كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يأمرنا به، أو قالت فلا نفعله " هكذا أورده البخاري، وليس فيه "فنؤمر بقضاء الصوم"[٢٠٤] وإنما هذا السياق الذي أورده المصنف لمسلم [٢٠٥] ، وأيضا فإن البخاري لم يذكر أن السائلة معاذة. بل ساقه من جهة قتادة، عن معاذة "أن امرأة قالت لعائشة: أتجزئ إحدانا صلاتها إذا تطهرت؟ فقالت: أحرورية أنت؟! قد كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يأمرنا به، أو قالت: فلا نفعله "[٢٠٦] هذا لفظه، وهو قريب لأن رواية مسلم بينت [٢٠٧] أنها هي السائلة [٢٠٨] .