للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما رواه مفضل بن أبي الفضائل أن صاحب طرابلس بعد أن عقد هدنة مع بيبرس ٦٦٩ هـ (١٢٧١م) توسل إلى أبغا وأرسل إليه يطلب معونته ضد المسلمين، ويصف ما فتحه بيبرس من القلاع والحصون حتى صاح به أبغا "أنت ما جئت إلا لتخوفني منه وتنفرني عنه وتملأ قلوب عسكري رعبا" [٢٣] .

بالإضافة لما ذكره بعض المؤرخين من اتصالات قليله كانت تحدث أحيانا بين الصليبيين بالشام والمغول بقصد شن هجمات محدودة على المسلمين [٢٤] كما حدث عندما أغار الفرنجَ على قاقون بمواعدة التتار [٢٥] .

التحالف بين المغول والصليبيين في عهد كوبيلان خان ٦٥٥- ٦٩٣ هـ (١٢٥٧-١٢٩٤م) :

خلف كوبيلان خان، منكوخان في زعامة المغول العظمى، وفي عهده قام هولاكوخان- وكان وثنيا- باجتياح بلاد خوارزم والاستيلاء على عاصمة الخلافة العباسية بغداد، حيث ارتكب المغول فيها من المجازر مالا زالت النفوس تشمئز منه وتقشعر منه الأبدان، فزاد عدد من قتلوه من المسلمين عن المليون، وهدموا وخربوا عاصمة كانت منار العالم علما وعمرانا وازدهارا، ومع ذلك فلم يقدم على إيذاء النصارى من أهل بغداد بل وضعهم تحت حمايته، وأجاز جاثليقهم النسطوري ووهبه منزل الدفتر دار الصغير [٢٦] وذلك لميله لهم ولتأثير زوجته النصرانية النسطورية دكوزخان [٢٧] كما أقر فعله ابنه أبغا الذي خلفه من بعده [٢٨] .