للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قدر الصليبيون ذلك فتعاونوا مع المغول في اجتياحهم لبلاد المسلمين حتى اتخذت هذه الحملة طابع الحملة الصليبية [٢٩] فاشتركت فرقة من الأرمن مع المغول في غزو ميافارقين وساهموا في ذبح سكانها من المسلمين والحفاظ على النصارى من سكانها، واشترك هيثيوم الأول، ملك أرمينية الصغرى في وضع خطة غزو بلاد الشام، وطلب منه هولاكو أن يلاقيه بجيشه عند الرها، ليصحبه معه إلى بيت المقدس فيخلصها من أيدي المسلمين ويسلمها للصليبيين [٣٠] وشارك في هذا التأييد للغزو المغولي بوهيمند السادس أمير أنطاكية وطرابلس الصليبي وزوج ابنة هيثيوم الأول [٣١] والبابا اسكندر الرابع الذي أرسل سنة ٦٥٨هـ -١٢٦٠م إلى هولاكو يهنئه على بطولاته ويدعوه للدخول في النصرانية [٣٢] وسارع مطران اليعاقبة في حلب إلى لقاء هولاكو وبذل جهده في استعدائه على المسلمين [٣٣] لذلك لم يقم هولاكو بالاعتداء على نصارى حلب، ولم يتعرض لكنيسة اليعاقبة في الوقت الذي أحرق فيه مسجدها وذبح معظم أهلها من المسلمين بتحريض من حليفه ومرافقه الصليبي هيثيوم الأول [٣٤] .

وأرسل رسالة تهديد إلى قطز جاء فيها: "من ملك الملوك شرقا وغربا القائد الأعظم ... يعلم ... قطز الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم ... أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلطنا على من حل به غضبه ... وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء ... ونحن لا نرحم من بكى ولا نرق لمن شكا ... فأبشروا بالمذلة والهوان ... فقد حذر من أنذر، وقد ثبت عندكم أن نحن الكفرة وقد ثبت عندنا إنكم الفجرة ... "فغضب قطز وقطع رؤوس أعضاء الوفد ما عدا صبي استبقاه مملوكا له [٣٥] ولكن رشيد الدين الهمداني أورد نصا آخراً لهذه الرسالة تضمن نفس المعنى، وذكر أن قطز قتل رسل هولاكو بناء على مشورة بيبرس [٣٦] .