مستخلصة، في تآلف مركز، من صورتين يتداولهما حديث الغزل: "النظرة القاتلة"ومر بنا شعر لجرير فيها - و"النظرة الشافية"الشائعة على الألسن. والجهد الفني هو التأليف ما بين المتضادين في اللفظ المتجانس في تركيز يحكمه المنطق الواضح. فالطرافة في السبك والعرض لا في المادة.
ولعل بشاراً كان يستهدف كثيراً الجمع أو المقابلة ما بين الصورتين المتضادين ضرباً من الجهد الإبداعي تعويضاً عن الإبدل في الصورة: كذلك يقف كل من الاستعارة والتشبيه وجهاً لوجه في قوله:
ل وأخرى سم على الأعداء
٣٨ - أريحي له يد تمطر النيـ
وأسلوب التضاد طريقة من طرق الفكر التوضيحي يُعول عليها بشار أحيانا بين أركان الصورة الواحدة.
كما انشقت الدجى عن ضياء
٢٩ - مالكي تنشق عن وجهه الحرب
فالنور بارز من الظلمة هيكل للمشبه والمشبه به في هذا التشبيه التمثيلي.
وإذا كان في أسلوب التضاد مَسْحة فنية فإن التقليدية البحتة في غير أسلوب التضاد.
ك فتروى من بحره بدلاء
٢٨ - همها أن تزور عقبة في الملـ
لقريب ونازح الدار ناء
٣٢ - كخراج السماء سيب يديه
ولكن الصور التقليدية ينالها رشاش من الفن والحياة إذا أضيف إليها توابع تكميلية من نعوت مفردة أو جملة موحية ومُضخِّمة لمضمونها مثل قوله:
ت فغيث أجشى ثر السماء
٥٢ - أسد يقضم الرجال وإن شئـ
وفيما غير ذلك لا تكون الصورة من التشبيه أو الاستعارة إلا استبدالا باللفظ الحقيقي، ولا جدوى فيها إلا الإيجاز بنيابة اللفظ المجازي أحياناً عن غير لفظ حقيقي مثل "كخراج السماء سيب يديه"وأقواله:
كان ما بيننا كظل السراء
١٩ - فاستهلت بعبرة ثم قالت
مشرفات يطرفن طرف الظباء
٩ - لا تلوما فإنها من نساء
ن رفاضاً يمشين مشي النساء
٢٣ - وفلاة زوراء تلقي بها العيـ