للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحسن بنا أن نعرِّف الكتب التي تعرض لمواضع مشكلة فيها، ونعرف - أيضا- بمؤلفيها باختصار:

١- صحيح الإمام البخاري:

سماه الإمام البخاري (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول - صلى الله عليه وسلم - وأيامه وسننه) [١٢٩] . وهو أصح الكتب بعد كتاب الله - عز وجل -، بذل فيه الإمام البخاري أقصى درجات الحيطة والتثبت, ومن ذلك:

أ- الانتقاء, وهذه مرحلة علمية شاقة، روي عن الإمام البخاري قوله: "خرجت الصحيح من ستمائة ألف حديث" [١٣٠] , وقوله: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا، وما تركت من الصحيح أكثر" [١٣١] .

ب- المبالغة في التروي والبحث بدقة عن المتيقّن، ودعم ذلك بالصلاة والاستخارة، قال البخاري - رحمه الله -: "ما كتبت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك، وصليت ركعتين" [١٣٢] . فيكون رحمه الله اغتسل عدد الأحاديث، وصلى ضعف عددها، بحثاً عن الصدق وبعداً عن الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

جـ - اشترط أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور من غير اختلاف بين الثقات الأثبات، ويكون إسناده متصلا غير مقطوع وإن كان للصحابي راويان فأكثر فحسن، وإن لم يكن إلا راو واحد وصحّ الطريق إليه كفى [١٣٣] .

والبخاري- رحمه الله - لم يكتف بمعاصرة الراوي لشيخه، بل اشترط اجتماعهما، وثبوت اللقاء بينهما [١٣٤] ، من هنا يعلم الدارس يقيناً أن الإمام البخاري بهذا المنهج الفريد قدم للأمة عملا ما سبقه إليه مثيل، ولن يلحقه بمثله مغير، لذلك صار كتابه بحق أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى [١٣٥] ، وعلى صحة ما فيه وقبوله، أجمع علماء الأمة [١٣٦] .