فقد قتل عثمان بن عفان، وقام بنو أمية بالحجاز يطلبون بدم عثمان منهم عبد الله ابن عامر وسعيد بن العاص والوليد بن عقبة ومروان بن الحكم وعبد الرحمن بن عتاب ابن أسيد ويعلي بن أمية وغيرهم من بني أمية [١٩٢] ، ومما قاله الوليد بن عقبة من الشعر يحرض به معاوية على الطلب بدم عثمان [١٩٣] :
النهار ولم يثأر بعثمان ثائر
والله ما هند بأمك إن مضى
ولم يقتلوه، ليت أمك عاقر
أيقتل عبد القوم سيد أهله
وأشعار أخرى قالها يحرض فيها على الطلب بدم عثمان.
وقد يوصف تحرك بني أمية في الطلب بدم عثمان بالقبلية، ولكن عثمان كان خليفة، وقتله قضية تهم المسلمين عامة، ولم يتحرك بنو أمية في هذا الوجه وحدهم من دون الناس، فقد خرجوا مع طلحة وجمع كثير من المسلمين، وطلب بدم عثمان أهل الشام ومصر وغيرهم.
وفي حين انتهت حركة المطالبة بدم عثمان في العراق عند حدود معركة الجمل في البصرة، حظيت بنصير قوي لها في الشام.
ومثلما أقام طلحة وصحبه حركة المطالبة بدم عثمان في العراق، أقامها في الشام معاوية، ومثلما كانت سابقة طلحة وصحبه ومكانتهم وعضوية طلحة والزبير وعثمان في الشورى- شورى عمر- من أسباب التفاف من التف حولهم [١٩٤] ، كانت إمرة معاوية وأثره الطيب في ولايته وقرابته من عثمان من أسباب التفاف من التف حوله من أهلِ الشام وغيرهم، ومثلما كانت حركة المطالبة بدم عثمان بقيادة طلحة وصحبه تمثل بعداً إسلامياً كانت مثلها حركة المطالبة بدم عثمان في الشام بقيادة معاوية.