للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر فيه خمسة وتسعين حديثاً مجردة الأسانيد ولم يتجاوز مصادره الكتب الستة وأغلب الأحاديث من الصحيحين وبالتحديد عدد أحاديثهما "٨٢"اثنان وثمانون حديثاً والبقية من السنن الأربعة ولم يتعرض المؤلف لبيان درجتها حتى لم ينقل عن الترمذي حكمه فيما عزاه له فهي بحاجة إلى بيان درجتها ومعرفة حكمها.

* المقاصد السنية في الأحاديث القدسية لابن بلبان المقدسي "ت ٧٣٩ هـ":

رتب الكتاب في عشرة أجزاء وجمع في كل جزء عشرة أحاديث فصار المجموع عنده مائة حديث كما قال في مقدمته [٩١] :

"وقد خرج العبد الفقير علي بن بلبان من مسموعاته ببغداد ودمشق والقاهرة ومصر والإسكندرية هذه المائة حديث الإلهية مما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى، وعن الله تعالى فيالها من منقبة علية ورتبة علوية، وأضفت إلى كل جزء طرفا من الحكايات الوعظية والأشعار الزهدية ... ".

قلت: ليس في كثير من الأحاديث المذكورة تصريح بأن الرسول صلى الله عليه وسلم رواها عن جبريل عن الله تعالى كما ذكر المؤلف بل فيها يقول الله أو قال ربكم أو قال الله ونحوها بدون ذكر جبريل عليه السلام [٩٢] مما يحتمل التلقي بالإلقاء في الروع أو الإلهام أو المنام أو عن طريق جبريل عليه السلام أيضاً.

ويا ليت أنه لم يضف هذه الحكايات المنكرة غالبيتها والأشعار الزهدية كما علق المحققان للكتاب في مقدمتهما [٩٣] وهذا نصهما:

"الحكايات التي أوردها ابن بلبان لا تخلو كل واحدة منها من موعظة وذكرى ولكنه فيما يبدو لم يكلف نفسه عناء الاختيار، ولم يعرضها على مقاييس السنة والكتاب فقد اشتمل بعضها على نكارة واضحة وغرائب فاضحة يرفضها العقل والنقل، كما يظهر على بعضها أثر الصنعة والوضع لأغراض مذهبية مغالية، واتجاهات صوفية خاطئة".