وأما الرواية السادسة فقد أخرجها أيضاً أبو عبيد القاسم بن سلام من طريق هارون بن موسى عن الزبير بن الخريت.
وفي الإسناد عكرمة وقال أبو عمرو الداني في هذه الرواية: هذا الخبر عندنا لا تقوم بمثله حجة ولا يصح به دليل من جهتين: إحداهما أنه مع تخليط في إسناده واضطراب في ألفاظه مرسل لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئا ولا رأياه. وأيضاً فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي الله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محله من الدين ومكانه من الإِسلام وشدة اجتهاده في بذل النصيحة واهتباله بما فيه الصلاح للأمة ... ثم يوجه معنى اللحن في الخبر- لو صح- بأن المراد به التلاوة دون الرسم، إذ كان كثير منه لو تلي على حال رسمه لانقلب بذلك معنى التلاوة وتغيرت ألفاظها من مثل {أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ} وما شاكله. ثم حتى لو صح الإِسناد بطرق أخرى فإن ابن أبي داود قبل أن يسوق هذه الروايات ترجم لها باباً بعنوان:
باب المصاحف العثمانية
اختلاف ألحان العرب في المصاحف
ثم قال: والألحان اللغات. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"إنا لنرغب عن كثير من لحن أبَيّ". يعني: لغة أبيّ.
فيريد اللحن هنا اللغة، وكان على أ. سزكين أن يبين هذا على الأقل ما ذكره ابن أبي داود بعد الرواية الأولى، هذا بالنسبة للمتن فقد ورد ما يخالفه فيما رواه ابن أشته في كتابه ((المصاحف)) فقال: أنبأنا محمد بن يعقوب، أنبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث، أنبأنا أحمد بن مسعدة، أنبأنا إسماعيل، أخبرني الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان، فنظر فيه، فقال: أحسنتم وأجملتم! أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا