للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطيبين معاقد الأزر

فنصبت الطيبين على المدح، فكأنها قالت: أعني الطيبين.

قال الشاعر:

إني الملك القرم، وابن الهمام

وليث الكتيبة في المزدحم

وذا الرأي حين تغم الأمور

بذات الصليل، وذات اللجم

فنصب ذا الرأي على المدح.

قالوا: والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء ونعته، إذا تطاولت بمدح أو ذم، خالفوا بين إعراب أوله وأوسطه أحياناً، ثم رجعوا بآخره إلى إعراب أوله، وربما أجروا إعراب آخره على إعراب أوسطه، وربما أجروا ذلك على نوع واحد من الإعراب.

وقد يكون موضع المقيمين في الإِعراب خفض: على ((ما)) التي في قوله {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} ، يؤمنون بالمقيمين الصلاة. والمقيمون الصلاة هم الملائكة، قالوا: وإقامتهم الصلاة تسبيحهم ربهم واستغفارهم لمن في الأرض. فمعنى الكلام: والمؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالملائكة.

ج- وأما قراءة {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} بجزم ((أكن)) فله وجه من الإِعراب، ذلك أنه محمول على المعنى والتقدير: إن أخرتني أكن.

د- وأما {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها، فهي قراءة متواترة قرأ بها نافع، وابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف، على أن لها وجهاً فصيحاً في العربية، ذلك هو إلزام المثنى بالألف في جميع حالاته، ومنه قول الشاعر العربي:

واها لسلمى ثم واها واها

ياليت عيناها لنا وفاها

وموضع الخلخال رجلاها

بثمن يرضى به أباها

إن أباها، وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها

وهذه لغة بني الحرث بن كعب، وقبائل أخر.

وثالث الأمور التي نرد بها طعن الطاعنين مكانة عثمان بن عفان رضي الله عنه من الحافظ على كتاب الله، ومحله من الدين، ومكانه من الإِسلام، وشدة اجتهاده في بذل النصيحة..

فهل يعقل أن يرى عثمان في المصحف لحنا وخطأ ثم يتركه ليتولى من يأتي بعده تغييره؟.