للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما رواه البخاري عنه فمن طريق الأعمش، وبما أنه اشتهر في غلو التشيع وأن الرواية تؤيد بدعته في نسبته مثل هذا الكلام إلى عائشة رضي الله عنها فيتوقف في هذه الرواية، ولكن يبقى الاحتمال فيما إذ وجدت متابعة أو شاهد لهذه الرواية، وعلى كل الاحتمالات فإن العلماء من أهل هذا الشأن قد بينوا ووجهوا المراد من هذا المتن فقال أبو عمرو الداني: "إن عروة لم يسأل عن حروف الرسم التي تزاد وتنقص، وإنما سألها عن حروف القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات، مما أذن الله عز وجل القراءة به، ومن ثم فليس ما جاء في الخبر من الخطأ أو اللحن بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء، وإنما سمى عروة ذلك لحنا، وأطلقت عائشة على مرسومه الخطأ على جهة الاتساع في الإخبار وطريق المجاز في العبارة".اهـ. وينقل الداني أن بعض العلماء قد تأول قول أم المؤمنين (أخطأوا في الكتاب) أي: أخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه، لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز، لأن ما لا يجوز مردود بإجماع، وإن طالت مدة وقوعه وعظم قدر موقعه. ثم ينقل أن هناك من تأول اللحن بأنه القراءة واللغة - كقول عمر- رضي الله عنه - أبَيّ أقرؤنا وإنا لندع بعض لحنه، أي قراءته ولغته.

ومن أدق المؤلفين كتابةً وتفصيلاً وبياناً لهذا المتن هو الأستاذ غانم قد روي الحمد في كتابه القيم ((رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية)) حيث قال عند هذه الرواية: