للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما حديث عروة الذي يرويه عن عائشة فإن علينا أن نشير أولا إلى بعض الحقائق المتعلقة بالآيات التي وردت فيه، وأول هذه الحقائق هي أن الكلمات موضع السؤال قد جاءت صحيحة في رسمها جارية على قواعد الهجاء، فكلمة "هذان"في الآية الأولى الواردة في الخبر جاءت على وفق القاعدة التي جرى عليها الرسم العثماني من حذف ألف (ها) التي للتنبيه ووصلها بما يليها من اسم الإشارة أو نحوه، وحذف الألف من (ذان) على نحو حذفها من كل مثنى، أما كلمة {والمُقِيمِينَ} في الآية الثانية فهي من حيث رسمها، على ما هي عليه، صحيحا، مثل ما رسم في المصحف {المُؤْمنينَ وَالمُسْلمِينَ ... } وكذلك بالنسبة لكلمة "الصبئون"في الآية الثالثة التي رسمت على مثال "الخطِئُونَ".

فهذه الكلمات جاءت من حيث الرسم صحيحة، جارية على المشهور من قواعد الرسم العثماني لكنها من حيث التوافق الإعرابي وما يقتضيه موقعها في الظاهر جاءت على نحو يستوقف النظر ويدفع إلى التأمل، فالكلمة الأولى قد ينظر إليها على أنها اسم (أن) المشددة وهي مثنى لكنها جاءت من غير الياء التي هي علامة النصب، والكلمتان الأخريان {المُقِيمِينَ} و {الصَّلبئُونَ} كلاهما جاءت مخالفة إعرابياً لما عطفت عليه في الظاهر.