للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي القرن الثالث والرابع الهجري دخل التفسير في مرحلة جديدة وهي مرحلة الموسوعات الجامعة في التفسير، فظهرت تفاسير ضخمة مروية ومستوعبة لكثير من الأجزاء والنسخ المبثوثة في رحاب العالم الإسلامي آنذاك ذلك العالم الذي استطاعت حضارته أن تجمع وتؤلف بين العرب والعجم والبربر تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهذا جاءت بعض تفاسير العلماء حافلة بتفاسير السابقين وشاملة للقرآن كله وذلك بسبب انتشار العجمى ومن هذه التفاسير:

تفسير عبد بن حميد الكشي ت ٢٤٠ هـ (١) .

تفسير ابن جرير الطبري ت ٣١٠ هـ.

تفسير ابن المنذر النيسابوري ت ٣١٨هـ (٢) .

تفسير ابن أبي حاتم الرازي ت ٣٢٧ (٣) .

وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذه التفاسير عند كلامه عن الذين اعتنوا بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة فساق أسماءهم- وذكر أولهم بأنه من طبقة شيوخهم- ثم قال: "فهذه التفاسير الأربعة قلّ أن يشذّ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين، وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها ... ".

وكذلك ابن أبي حاتم فقد حاول أن يفسر كل آية بل كل كلمة وحرف وقد يسوق أكثر من عشرة أوجه في الكلمة الواحدة (٤) .

ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:

١ – تفسير الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ت ٢٤١هـ.

وتفسيره ضخم حافل بمائة وعشرين ألف رواية، صرح بهذا الرقم أبو الحسين بن المنادي في تاريخه فيما رواه عنه القاضي أبو الحسين أبو يعلى حيث ذكر عبد الله وصالح ابني الإِمام أحمد فقال: "كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه أكثر منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة..". ونقله أيضاً الخطيب البغدادي (٥) والذهبي (٦) ، وأبو موسى المديني في خصائص المسند (٧) ، وصرح بهذا الرقم ابن الجوزي.