للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الطبري: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أنبأنا ابن وهب، قال حدثني عمر بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال: أخبرني السلولي عن كعب، قال: من قال (الحمد لله لما فذلك ثناء على الله) . أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح به. ورجال إسناد الطبري ثقات إلا سهيل بن أبي صالح.

قال الحافظ ابن حجر: صدوق تغير حفظه بآخره وروى له الجماعة، ورواية البخاري له مقرونا وتعليقا. وقد تُكلم في روايته عن أبيه وأجاب عن ذلك محمد بن طاهر المقدسي، بأن سماعه من أبيه صحيح. وعلى هذا فالإسناد حسن إلى كعب. وقد رجح ابن كثير هذا التفسير.

قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}

أي رب السماوات السبع والأرضين ومن فيهن وما بينهن حيث بين الله تعالى ذلك عندما ذكر مناظرة فرعون لموسى فقال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} (١) .

وأخرج الطبري عن بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد، عن قتادة: قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} كل صنف عالم.

وإسناده حسن.

قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

أخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي: "قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله تعالى: أثنى علي عبدي ... " الحديث.

وقد تقدم في البسملة ذكر بعض الروايات التي تتعلق ببيان قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

بين الله عز وجل يوم الدين بأنه يوم الحساب كما في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (٢)