وهو المضاعف اللازم من فَعَلَ المفتوح وهو آخر ما يطرد فيه الكسر (حَنَّ يَحِنُّ) وهو مثال الناظم و (تَبَّت يدُه تَتِبُّ) خسرت و (دَبَّ يَدِبُّ) و (غَبَّ اللحمُ يَغِبُّ) بات و (غَبَّ) في ورده ورد يوماً وترك يوما و (رَثَّ الحبل يَرِثُّ) بَلِيَ، و (ضَجَّ يَضِجُّ ضجيجاً) صرخ ك (عَجَّ يَعِجُّ) و (صَحَّ جسمه يَصِحُّ) ، و (كَدَّ في عمله يَكِدُّ) باشره بشدّة، و (نَدَّ البعير يَنِدُّ) شرد، و (قَرَّ يَقِرُّ) وهكذا، و (صَرَّ يَصِرُّ) صرخ ومنه {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}(١) .
ولما أنهى الكلام على النوع الأول بأقسامه الأربعة: وهو ما يطّرد فيه الكسر في مضارع فَعَلَ المفتوح، شرع يتكلّم على النوع الثاني وهو أربعة أنواع أيضاً:
المضاعف المعدّى، وما عينه، أو لامه واو، وما يدلّ على غلبه المفاخرة.
وقد أشار إلى النوع الأول بقوله:
[المضاعف المعدّى]
(وضمّ عين معدّاه)(٢)
أي وضم عين المعدّى المضاعف من فَعَلَ المفتوح ومثاله (جَبَّه يجُبُّه) قطعه، و (سَبَّه يَسُبُّه) قطعه و (سَبَّه يَسُبُّه) أيضاً شتمه، و (صَبَّ الماء يَصُبُّه) ، و (عَبَّه يَعُبُّه) شربه من غير مصّ و (حَتَّ المنيّ يَحُتُّه) و (فَتَّه يَفُتُّه) كسره، و (قَتَّ [//١٤/ ب] الحديث يَقُتُّه) نمّه فهو قَتَّاتٌ، و (لَتَّ السويق يَلُتُّه) عجنه، و (بَثَّ الخبر يَبُثُّه) نثره، وكذا (نَثَّه) بالنون، و (حَثَّه على الأمر يَحُثًّه) و (بَجَّه يَبُجُّه) وسّعه فهو بَاجٌّ، و (حَجَّ البيت يَحُجُّه) و (فَجّ ما بين رجليه يَفُجُّه) فتحه، ومنه الفجُّ بين جبلين، و (مَجَّ الشراب يَمُجُّه) وهكذا.
وقد شذّ منه ستة أفعال تأتي.
هذا هو القياس في المضاعف من (فَعَلَ) المفتوح من كون اللازم منه مكسوراً والمعدّى مضموماً، وقد شذّ من كل منهما أفعالٌ فنبّه على ذلك بقوله: