للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفاعل (يندر) ضمير يعود إلى المعدّي، و (ذا) حال منه و (كسر) مضاف إليه، أي ويندر مجيء المعدّى المضاعف مكسوراً، و"ما "في قوله (كما) زائدة كافّة عن العمل، التقدير كما احتمل أي نُقِلَ ضم اللازم ندوراً، ثم إن النادر من كلّ من النوعين على ضربين:

ضرب التزم فيه خلاف قياسه.

وضرب جاء فيه وجهان: القياس، وخلاف القياس.

فأما ما التزم فيه خلاف القياس من المعدّى فهو فِعْلٌ واحد أشار إليه بقوله:

(فذو التعدّي بكسر "حّبَّه")

أي فندر مجيء المعدّى بالكسر فقط في فعل واحد وهو (حَبَّه) بالمهملة (يَحِبُّه) بفتح الياء وكسر الحاء لغةً في (أَحَبَّه يُحِبُّه) ومنه صيغ المحبوب، وبه قرئ شاذاً [//١٥/أ] {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (١) قال في الصحاح: "لا يأتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر إلا ويشركه يَفْعُلُ بالضم إذا كان متعدّياً ما خلا هذا الحرف" يعني حَبَّه يَحِبُّه.

وأمّا ما فيه وجهان من المعدّى فهو خمسة أفعال على ما ذكره المصنّف، وقد أشار إليها بقوله:

( ... وع ذا

وجهين هرَّ وشدَّ علَّه عللا)

(وبتَّ قطعاً ونمَّ ... )

أي واحفظ صاحب الوجهين من المعدّى، وهو خمسة أفعال كما تقدّم.

الأول: (هَرَّ) يقال (هَرَّ فلانٌ الشيءَ يَهِرُّه ويَهُرُّه) كرهه، وهَرَّتِ القومُ الحربَ كذلك، وأصله (هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ) بالكسر لا غير هريراً صوت من غير نُباح.

الثاني: (شَدَّه يَشِدُّه ويَشُدُّه) أوثقه، وأصله شَدَّ الشيءُ في نفسه يَشِدُّ أي اشتدّ وصار شديداً.

الثالث: (عَلِّ) يقال: (عَلَّه الشرابَ يَعِلًّه ويَعُلّه) سقاه عَلَلاً بعد نَهَلٍ، والنَّهَل الشًّرْبُ الأول، والعَلَلُ الشُّرْبُ الثاني.

الرابع: (بَتَّ) يقال: (بَتَّه يَبِتُّه ويَبُتُّه) قطعه، وأصله من بَتَّ يَبتُّ أي انقطع ك (انبتّ) ، قال الشارح: "ولم يظَهر لي وجه تقييد الناظم له بقوله قطَعاً" إلا أن يكون تفسيراً فقط.