للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخامس: (نَمَّ) يقال: (نَمَّ الحديثَ يَنِمُّه ويَنُمًّه) حمله وأفشاه وأصله من نمَّ الحديثُ نفسُه يَنِمُّ فشا.

تنبيه:

قال الشارح: أشار في الصحاح إلى أن الذي سهّل مجيء الوجهين في هذه الأفعال لزومها مرّة، وتعدّيها أخرى، وذكر أنها أربعة فلم يذكر مجيء الوجهين [//١٥/ب] في (هرَّة) ، وحكاهما في القاموس، وكلام الناظم يوهم الحصر في هذه الخمسة، وعبّر في التسهيل بقوله: والتزم الضم في المضاعف المعدّى غير المحفوظ كسره لكنّه لم يزد في شرحه على الخمسة، وقد ظفرت في القاموس بأربعة أفعال بعضها في الصحاح أيضاً مع ما سبق من حصره لها في الأربعة السابقة وهي:

(نَثَّ الخبَرَ) بالنون (يَنِثُّه ويَنُثُّه) أفشاه، و (شَجَّ رأسَه يَشِجُّه ويَشُجُّه) و (أَضَّه) بالمعجمة إلى كذا (يَؤُضُّه ويَئِضُّه) ألجأه، وهذه الثلاثة في القاموس و (رَمَّه) بالراء (يَرِمُّ ويَرُمُّه) أصلحه ذكره بالوجهين أيضاً في الصحاح مع حصره السابق قد نظمتها فقلت:

ومثل هرَّ ينثُّ شجَّه وكذا

كـ أضَّه رمَّه أي أصلح العلملا

انتهى.

وأما ما ندر من المضاعف اللازم فهو كما سبق على ضربين.

ضرب التزموا فيه الضم على خلاف قياسه.

وضرب جاء فيه الوجهان.

والضرب الأول: ثمانية وعشرون فعلاً وقد أشار إليه بقوله:

(....واضممنَّ مع الـ

ـلزوم في امر ربه وجَلَّ مثل جَلا)

أي واضمم عين المضارع من المضاعف مع لزومه على خلاف قياسه في هذه الأفعال المذكورة:

أوّلها: (مَرَّ به يَمُرُّ) .

والثاني: (جَلَّ الرجلُ عن منزله يَجُلُّ) ارتحل عنه مثل جَلا عنه جلاء، ومن هذا {وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ} (١) ، وأما جَلَّ قدرُه يَجِلُّ فبالكسر لا غير، واحترز عنه بقوله مثل جلا بجر مثل على البدل أو نصبه على الحال.

الثالث: (هَبَّتْ) (٢) [//١٦/ أ] (يقاله هَبَّتِ الرِّيْحُ تَهُبُّ) بضم عين المضارع.