للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّرز: الاستخفاء من فزع، وبه سمّي الرجل: نَرْزَة ونارزة، وفعله ممات عند بعض المعجميين كابن دريد [٦٨] ، والصّغاني [٦٩] ، وابن منظور [٧٠] ، والزبيديّ [٧١] .

وتقديره مع المضارع: نَرَزَ ينرِز، وهو ثقيل - كما ترى - لمجئ الراء المتحرّكة بعد النون السّاكنة، وهذا نادر في العربيّة، وهو من أسباب إماتة هذا الفعل، كما سيأتي.

٣٩ ـ هلف:

الرجل الِهلَّوف: الكثير الشّعر الجافي، ومنه لحية هِلّوفة: كثيرة الشعر، ومنه الهَلَف، وهو مشتق من فعل ممات، كما يقول ابن دريد [٧٢] والصغاني [٧٣] ، وتقدير الفعل مع مضارعه: هَلِفَ الشعرُ يَهْلَف؛ أي: طال وكثر.

٤٠ ـ وده:

قال ابن دريد: "لوَدْهُ: فعل ممات من وَدِهَ يَوْدَه وَدَها، وأودهني عن كذا وكذا؛ أي: صدّني عنه، وهي لغة قديمة " [٧٤] .

وأشار جماعة من علماء العربية إلى إماتة هذا الفعل، ومنهم السرقسطي [٧٥] ، وابن سيده [٧٦] ، وابن منظور [٧٧] .

٤١- وذل:

قال ابن دريد: "الوَذْل فعل ممات، ومنه الوذيلة، وهي السبيكة من الفِضّة خاصّة، وقال قوم: بل من الفضة والذهب " [٧٨] .

وتقدير الفعل: وَذَل يذِل.

الفصل الثاني

أفعال اختلف في موتها

يلحق بتلك الأفعال المماتة التي أوردناها في الفصل الأول من هذا الباب أفعال ذكر بعض العلماء أنّها أميتت، وذكرها آخرون في مؤلفاتهم من غير نصّ على إماتتها وتركها فكأنّها عندهم من المستعمل في الكلام. وليس لدينا ما نقطع به في إماتة كثير من هذه الأفعال أو بقائها في الاستعمال اللّغوي، ومن هذه الأفعال:

١ ـ أَبَوَ وأَمَمَ:

ذكر الهروي في "إسفار الفصيح " [٧٩] أن العرب تركت الفعل من الأبِ والأمّ بعد أن أميت فعلاهما. ولكن جاء في "لسان العرب " [٨٠] : "أَبَوْتَ وأَبَيتَ: صرتَ أباً ... وأبوتُ الرجلَ أَأْبوه، إذا كنت له أبا، ويقال: ماله أب يأبوه، أي يغذوه ويُربّيه".