يقول الزركلي:"كان الملك عبد العزيز كلما سئل عن دستور بلاده أجاب: دستورنا القرآن وهو يعني تقيده هو ومملكته بأحكام الشرع الإسلامي المستمدة من معاني القرآن، وما لم يكن فيه فمن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمله، وما لم يكن فيهما فمن قضاء أصحابه وسيرتهم، وما لم يكن فمن نهج أهل العدل والعقل والسيرة الحسنة من سلف الأمة، وما لم يكن ففي النظم ما قد يقوم مقام التشريع"[٣٤] .
وجوانب الإصلاح التي تحض عليها الشريعة كثيرة لا يتأتى حصرها في هذا المقام مما حفلت به سيرة الإمام الملك عبد العزيز كالتنظيمات الداخلية للدولة، وعلاقاتها الخارجية، وأقتصر في هذا المقام على بعض تلك الجوانب ومنها:
١ العلم والتعليم:
"وجه الملك عبد العزيز عنايته واهتمامه بالتعليم ففتح المدارس النظامية والمعاهد، ووزع الكتب الدراسية، ووزع مساعدات مالية على الطلاب تشجيعا لهم على مواصلة تعليمهم، واستقدم المدرسين من خارج البلاد، وأرسل البعثات إلى الخارج، وأسس المكتبات العامة، وشجع طباعة الكتب وبخاصة الكتب الدينية والكتب التي تفيد في تدريس اللغة العربية وفهمها ووزع كل ذلك دون مقابل"[٣٥] .
لقد واكب العلم والتعليم مسيرة البناء منذ فجر الدعوة الإصلاحية، وعلى سبيل المثال ففي أيام الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود (ت ١٢٢٩هـ) وهو من تلاميذ شيخ الإسلام كان يقرأ في مجالسه تفسير ابن جرير الطبري، وابن كثير، ورياض الصالحين، وصحيح البخاري، وغيرها من كتب العلم [٣٦] .