وسيرة الملك عبد العزيز رحمه الله حافلة بالعلم والتعلم والتعليم، فإن مجالسه العامرة لم تكن لتخلو من العلماء ومن المسائل العلمية التي كانت تحظى باهتمامه في مجالسه، وكانت نفسه الكبيرة تتوق إلى مزيد من العلم، فها هو يقول:"إن الحروب شغلتني عن التبحر في العلوم والتوسع في الدراسة، أما الذي استوفى نصيبه منها فهو هذا، ويشير إلى سمو الأمير عبد الله بن عبد الرحمن أخي جلالته حيث كان في مجلسه بجواره"[٣٩] .
وهذا تواضع منه رحمه الله وإلا فإن مداومته للاستماع إلى الكتب تقرأ بين يديه أزمنة مديدة ومناقشاته العلمية تركت في شخصه الكريم - ولا شك - آثارا علمية مرموقة.
يقول ابن مانع:"وكانت معرفة الملك بالدين وإخلاصه للإسلام من الأمور التي جعلته يعتبر من أعظم قادة المسلمين عبر التاريخ، وكان قادرا على شرح القرآن وتفسيره بطريقة ممتازة مفهومة لدى أبسط رجال البادية، وفي اعتقادي أنه قدم للعقيدة الإسلامية خدمة لم يقدم مثلها أي رجل في هذا الزمن"[٤٠] .
ويذكر معاصروه أن اهتمامه بالعلم كاهتمامه بالاطلاع على الأحداث التي تجري في العالم، فقد كان يصغي إلى فصول تقرأ بين يديه من كتاب أو معلومة يسمعها من أجهزة الإعلام، ولتحقيق ذلك بانتظام يتقيد بمواعيد حياته اليومية، وكان ذلك جزءا من برنامجه اليومي.