للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "وأهل العلم يقولون: الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاث:

أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه.

ويكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه.

صابرا على ما جاءه من الأذى.

وأنتم محتاجون للحرص على فهم هذا والعمل به، فإن الخلل إنما يدخل على صاحب الدين من قلة العمل بهذا أو قلة فهمه، وأيضا يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره، فالله الله في العمل بما ذكرت لكم والتفقه فيه، فإنكم إن لم تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين، والمسلم ما يسعى إلا في صلاح دينه ودنياه" [٥٣] .

فالشيخ - رحمه الله - بهذه الكلمات القليلة يشير إلى ما قاله علماء الإسلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروط من يتصدى لذلك، وأصول تغيير المنكر ومقاصده، هذا ما يتعلق بالحسبة. وكذلك الدعوة إلى الله تعالى فإن رسالة المسلم في الحياة إيصال الخير للغير والعمل على إعلاء كلمة الله بالأسلوب الحكيم والسمت الرزين، وسبيل الدعوة إلى الله تعالى بين واضح فمقصد الدعوة الأجلّ: تحقيق العبودية لله تعالى، فلا يعبد في أرضه غيره، ولا يتبع في عباده غير شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا ما كان في بؤرة اهتمام الملك عبد العزيز وهو ينهض بواجب الدعوة ويأمر بإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويذكّر المسلمين أن الدعوة إلى الله هي طريق الصحوة ونهضة الأمة.