ولم تكن الشواغل مهما كانت تصده عن الجهر بكلمة الحق لا سيما ما يتعلق بالعقيدة فالملك صاحب رسالة، ومن الأمثلة الكثيرة الدالة على غيرته الدينية، ما يذكره في اجتماع الملك عبد العزيز بالملك فيصل بن الحسين، أراد فيصل تأكيد أمر فقال وحياة رأسك، فنظر إليه الملك عبد العزيز وقال: قل والله [٥٧] .
وفي مضمار إعداد الدعاة وتأهيلهم وهو باب من أبواب الدعوة التي نهض الملك عبد العزيز بأعبائها تجدر الإشارة إلى اهتمامه بأبناء العالم الإسلامي، والأقليات حيثما وجدت، وبشتى الوسائل المستطاعة.
ولعل من أبرز ما تجدر الإشارة إليه إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية التي يدرس بها أبناء العالم الإسلامي من أكثر من مئة دولة من كل أنحاء العالم، بدءا بالمرحلة الجامعية والدراسات العليا "الدبلوم والماجستير والدكتوراه "إضافة إلى المعاهد التابعة للجامعة، وقد أنشئت هذه الجامعة المباركة عام ١٣٨١ هـ فهي امتداد لجهوده في هذا المضمار.
وهذا عمل مبرور – ولا ريب – من أعماله الإسلامية الجليلة الأخرى التي تكتب في صحائف أعماله رحمه الله، وصحائف أبنائه الملوك البررة الذين ساروا على دربه: سعود وفيصل وخالد رحمهم الله جميعا، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بارك الله في عمره ومتع به المسلمين آمين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا" عن أبي هريرة رضي الله عنه [٥٨] .
وعودا على بدء "فإن الملك عبد العزيز رحمه الله اهتم بالدعوة الإسلامية وحارب البدع والخرافات وكان ذلك هو الخط المتواصل الذي نهجته الدولتان السعوديتان الأولى والثانية"[٥٩] .