وعمل بذلك اعتبارا من ٢١/٥/١٣٥١هـ الموافق ٢٢ سبتمبر ١٩٣٢م وهو اليوم الوطني للمملكة، وكانت من قبل تعرف ب "المملكة الحجازية النجدية وملحاقتها"[٦٢] .
الأصل الرابع - البيعة:
في الحديث النبوي الشريف:"الإمام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه"[٦٣] .
البيعة والإمامة لا بد منهما كي تستقيم الحياة ويستتب الأمن وتنهض العزائم للعمل والبناء، وقبل ذلك كي تستمكن العقيدة وتطبق الشريعة وتؤازر الدعوة، وتتحقق الوحدة، وتتحقق المصالح الدينية والدنيوية.
قال الإمام الماوردي:"الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع"[٦٤] .
وقال ابن حزم في كتابه الفصل وهو كتاب في العقائد:"اتفق جميع أهل السنة على وجوب الإمامة، وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيها أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة"[٦٥] .
ولقد كانت البيعة للإمام على الطاعة والولاء والوفاء عقدا شرعيا منذ أن أسس النبي صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى، قال الله تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}[الفتح: ١٨] .
قال سعد بن عبادة رضي الله عنه:"بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع الطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"[٦٦] .
وعلى هذه البيعة مضت الخلافة الراشدة ومن جاء من بعدهم لتحقيق مناط البيعة وهو تحكيم الشريعة الإسلامية.