إن وجوب البيعة ووجوب الوفاء بها من مبادئ النظام السياسي في الإسلام، وهو أمر بدهي لانتظام شئون الدولة الإسلامية وقيام الميثاق والعهد بين الحاكم وشعبه، وهذا نموذج للبيعة التي أحياها الملك عبد العزيز وسارع إليها شعبه في محبة وولاء:
تسلم الملك عبد العزيز مقاليد الحكم والإمامة بعد أن تنازل والده الإمام في اجتماع كبير عقد بالمسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة عام ١٣٢٠ هـ / ١٩٠٢م وظل الأب يشرف على أعمال ابنه طوال حياته، وظل الابن يجل والده ويقدر آراءه ويحترمها [٦٧] .
"وفي يوم الجمعة ٢٣ جمادى الثانية ١٣٤٤هـ الموافق ٨ كانون الثاني سنة ١٩٢٦م تجمع الناس حول باب الصفا خارج المسجد الحرام وداخله، حيث أعد المكان الخاص لتلاوة نص البيعة، وبعد صلاة الجمعة أتى ابن سعود المكان المذكور ثم ألقى فضيلة الشيخ عبد الملك بن مرداد على الجماهير المحتشدة هذه الكلمة:
"أحمد الله رب هذا البيت المعظم، وأشكره على ما أنعم به وتكرم، فقد من علينا بنعم لا تحصى، ومنن لا تستقصى، حيث أبدل خوفنا أمنا وشدتنا رخاء.
توحدت الكلمة وأجمع الرأي على بيعة عظمة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالملك علينا، وتفضل بقبول هذه منا بعد أن طلبنا منه ذلك، وإني أتلو عليكم أيها الإخوان الحاضرون نص وثيقة البيعة التي جرى الاتفاق عليها:
"بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: نبايعك يا عظمة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود على أن تكون ملكا على الحجاز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح والأئمة الأربعة رحمهم الله".