إننا لا نقبل من الغرب أي شيء غير المنافع المادية لحضارته، لا تنس أن الشرق لا يؤمن بالنواحي الروحية في الحضارة الغربية، والشرق في الواقع لا يؤمن بأن هذه الحضارة تجسد أي قيم روحية على الإطلاق، وهكذا فإننا نكتفي بقبول تلك الأشياء الضرورية لتحسين حياتنا الخارجية، ويجب علينا بالطبع التزام الحرص من أجل حماية ثقافتنا كي لا تتأثر بالنفوذ الغربي، إن قبول السينما – على سبيل المثال – لا يعني قبول تلك الأفلام الضارة التي ينتجها الغرب، وسيتعين علينا الاقتصار على الأفلام التعليمية والأفلام التي تدعو إلى القيم الأخلاقية.
* ما هي الوسائل التي تنوون استخدامها في الحفاظ على الروح الدينية للجيل الصاعد في المملكة العربية السعودية؟.
عن طريق التعليم، إن ثقافتنا ومعرفتنا تقومان على أساس الإسلام، وعندما نقدم المعرفة للناس فإننا نملؤهم أيضا بروح الدين.
* هل ينطبق ذلك أيضا على أبناء جلالتكم؟.
بالطبع، وإلى جانب التعليم الصحيح يجب أن يتعلموا أيضا عن طريق المثل الصالح، لقد رأى أبنائي منذ بداية طفولتهم مدى أهمية الدين في حياة والدهم، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن تصبح قوة الدين متأصلة في نفوسهم أيضا.
* هل تجدون أن الإسلام متمم للعمل السياسي وأنه ليست هناك ضرورة للفصل بين الدين والسياسة، وبين الأخلاق والسلوك السياسي؟.
إن السياسة الصحيحة يجب أن تقوم على أساس الدين وإلا فإن هذه السياسة ليست صائبة، ولا يمكن الفصل بين السلوك السياسي والسلوك الأخلاقي، إنني لا أعتقد أن هناك ضرورة للفصل بينهما على الإطلاق، كما أنني لم أر مطلقا كيف يمكن فصلهما، إن الإسلام قوة كبيرة للغاية في حياتنا وفي سياستنا.
* وماذا بشأن التجارب التاريخية السابقة، ألم يكن هناك حكام مسلمون كثيرون يدعون أن مقاييسهم تقوم على أساس القرآن، ولكنهم كانوا يتصرفون بصورة غير دينية وغير أخلاقية؟.