قال المستشرقون:"قال الرجعيون [٣] عن اللاسلكي إنه نوع من السحر، وأنه من عمل الشيطان، وقال ابن سعود يؤيده الإخوان الذين يفهمون غير هذا الفهم قولا غير هذا، وأصرّ ابن سعود على رأيه ووقف يخطب فيقول: ليس في الشريعة الإسلامية ما يمنعنا من الانتفاع بطريق المواصلات الحديثة والتمشي مع التقدم العلمي، ومع هذا فإني أترك هذه الأمور للعلماء والتفت إلى العلماء وقال: هل تجدون في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ما يعارض الانتفاع بهذه المخترعات الحديثة؟ وكان العلماء قد فكروا في هذا الموضوع وقتلوه بحثا فأجابوا: كلا! "[٤] .
وموقف آخر:"حينما دخل المذياع المملكة اعترض بعض المحافظين المتشددين وأنكروا على جلالته استماعه للراديو واستعانته باللاسلكي والتليفون لأنهم يظنون أن بها شياطين تنقل الحديث، فسألهم جلالته يوم ذاك هل الشيطان يطيق كلام الله؟! فأجابوا بالنفي. قال: اسمعوا فإذا الراديو يذاع منه القرآن الكريم بصوت عذب رخيم تعد حروفه، وأمر بعض أتباعه بأن يسمع المعترضين في التليفون بعض آي الذكر الحكيم فدهشوا وأيقنوا أن لا شيطان ولا سحر!! "[٥] .
عوامل استقرار المملكة:
لقد كانت - ولا ريب - للمنهج الإسلامي الأصيل الذي أقام عليه الملك عبد العزيز هذا الكيان الإسلامي الكبير آثار استراتيجية في استقرار أمن المنطقة خاصة والاستقرار العالمي بوجه عام، وعلى الأخص الاستقرار الداخلي الشامل على اختلاف محاوره، وهو ما ينعم به مجتمع المملكة العربية السعودية من مواطنين ومقيمين ووافدين.