وكان عبد العزيز بن متعب آل الرشيد معروفاً بالظلم والقسوة والجور والشِّدَّة، فعانى الناس من حكمه الويلات، وخاصّةً كثرة الضرائب، ومع ذلك لم تأمن في عهده السبل؛ بل عانت من اضطرابات أمنها، وتدهور في اقتصادها، وضعف في دينها وعقيدتها، وانتشارٍ للجهل والخرافات.
يقول الدكتور محمد عبد الله السلمان، مصوراً الحالة التي كانت تعيشها منطقة نجد وما كانت تعاني منه من انقسامات وتأخر وانعدام للأمن فيها:
"لقد كانت نجد في فترة ظهور الملك عبد العزيز في حالة سيئة، منها انعدام الأمن والرخاء، وعدم استقرار الأحوال في البادية والحاضرة على السواء، فعلى الرغم من تلك الوحدة السياسية - المؤقتة - التي حصلت في نجد على يد محمد بن عبد الله بن رشيد - إثر انهيار حكم آل سعود فيها نتيجة تكالب عوامل عديدة عليهم - إلاَّ أنَّ سياسة عبد العزيز بن متعب بن رشيد خلخلت هذه الوحدة - المزعومة - والتي كانت قبل عِدَّة سنوات عبارة عن عِدَّة إمارات إقليمية في الحاضرة، حيث تشمل إمارة الجوف، وإمارة تيماء في شمال نجد، وإمارة حائل، وإمارة بريدة، وإمارة عنيزة، وإمارة الرياض وتوابعها. وفي البادية كانت توجد عِدَّة وحدات قبلية، تصل إلى حوالي عشرين وحدة قبلية، وكل واحدة من الوحدات الإقليمية والقبلية لها من النفوذ والسلطان، وبينها من النزاع والخلاف والحروب الشيء الكثير.