وكانت مسؤولية مصلحة الصحة العامة الإشراف على تنظيم الشؤون الصحية في داخل البلاد، والنظر في المسائل الصحية الدولية، وقد قامت المصلحة بافتتاح فروع لها في مدن المملكة الكبيرة حتى بلغ عدد المناطق الصحية التابعة لها ست مناطق، من بينها مكة والمدينة وجدة، كما طورت المستشفيات والمستوصفات الموجودة من قبل، وافتتحت عدة مستشفيات جديدة: منها مستشفى أجياد في مكة الذي تم توسيعه، ومستشفى باب شريف في جدة، وحوّل مستوصف المدينة إلى مستشفى.
ولقد جندت الدولة أكبر عدد ممكن من المتخصصين والإداريين كل موسم حج، ليقدموا مايستطيعون تقديمه من خدمة صحية لأولئك الحجاج، علاجاً، وإمدادا بالأدوية مجانا [٢٩] ، وقامت بإرسال بعثة طبية إلى منى قبل الخروج إلى عرفات لمراقبة المياه واتخاذ اللازم لعدم تلوثها حرصا على صحة الحجاج [٣٠] .
ومن الترتيبات الخاصة التي أقامتها الدولة بين مكة وعرفات لتوفير العناية الصحية للحجاج، أقامت الدولة مستشفى في منى، ومستشفى سياراً في عرفات، ومستوصفات في كل من: المنحنى [٣١] ، ومجر الكبش [٣٢] ، والمجزرة [٣٣] ، والأخشبين [٣٤] ، ووادي النار [٣٥] ، وبين الأخشبين، ومزدلفة، وبُرك عرفات، والبازان [٣٦] ، وتقاطع الإسفلت، ومسجد نمرة، وأقيمت في كل مركز صحي مظلة مبنية بالاسمنت لاستراحة الحجاج، ومزودة بالماء [٣٧] ،كما وُفِّر لكل مركز صحي طبيب وعدد كافٍ من الشرطة الصحية، وسائر الموظفين للقيام بالإجراءات الاحتياطية اللازمة، ويقوم كل مركز إلى جانب تقديم الإسعافات الأولية باتخاذ التدابير اللازمة لدفن الموتى بعد فحصهم وتسجيلهم، وإرسال المرضى إلى المستشفيات إذا تعذر علاجهم في المستوصف، كما يقوم موظفوا الصحة بمنى وعرفات بإبلاغ أقرب مركز من هذه المراكز عن أي حادثة يشتبه بأنها مرض وبائي [٣٨] .