وتخصيص عرفات بالمستشفى لتسهيل الإقامة للحجيج المرضى الذين تقتضي حالتهم الصحية أن يكونوا تحت الرعاية الصحية، كما تقوم كل المراكز الصحية بإجراء الإسعافات بالإضافة إلى توفير العلاج اللازم للمرضى.
وتقوم سيارات الإسعاف الخيري وسيارات الصحة بنقل الحجاج إلى عرفات يوم التاسع من ذي الحجة ليشهدوا الحج ممن لاتساعدهم حالتهم الصحية من الانتقال بأنفسهم إلى عرفات، فتقوم تلك السيارات بنقلهم وإعادتهم إلى مكة [٣٩] .
ولم تكتف الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتلك الجهود رغم ضخامة العمل الذي قامت به، بل أمدَّت حجاج بيت الله الحرام بالنصائح والإرشادات الطبية التي تكفل وقايتهم من الأمراض والتعرض لضربات الشمس المباشرة، كما نصحتهم بضرورة مراجعة المراكز الصحية حال وجود أي مرض [٤٠] .
كما وفرت مراكز صحية في الطرق بين مكة وجدة والمدينة، كمستوصف بحرة [٤١] ، ومستوصف رابغ [٤٢] ومستوصف المسيجيد [٤٣] .
هذا بالإضافة إلى الوحدات الصحية المتنقلة والتي ترابط في الأماكن والطرق التي يكثر فيها عدد الحجاج أو يمرون منها، لتقدم الإسعافات الأولية العاجلة لكل من يفاجئه المرض وهو يؤدي هذا المنسك العظيم [٤٤] .
المبحث الرابع
إنشاء المحاجر الصحية
إن أحد أهم الجوانب التي تتركز عليها العناية الصحية هو محاربة الأوبئة التي تنتشر بين الحجاج، والتي كثيراً ما تؤدي إلى الفتك بأعداد هائلة من الحجيج قد يصل عددهم إلى الآلاف كما حدث في عام ١٢٤٦هـ[٤٥] ، وعام ١٢٤٧هـ[٤٦] .