فهو يرمي إلى وحدة الأمة الإسلامية عن طريق تأليف القلوب، ثم وحدة الشعوب بتوحيد مقاصدهم، وغاياتهم.
والملك يعلم أن وحدة الشعوب، ووحدة الأمة، ليست مطلباً يسيراً أو شعاراً يلقى دون عمل وجهد في التحقيق، فالملك يعلم أن الأمر يحتاج إلى إعداد واستعداد، فصرح في خطابه: بأن تلك الوحدة مطلب عزيز، ولا يجوز أن تطلب في ساعة واحدة، وإلا كان ذلك مستحيلاً.
وينبّه الملك سامعيه: إلى أن الوحدة تورد البلاد العربية، والإسلامية موارد الخير.
ويضيف الملك في ذلك الخطاب:
"أكثر الناس يقولون: إن الأجانب هم الذين ضربونا في الصميم، ففرقوا بيننا".
وينكر الملك ذلك، مبيناً أن الضرر والخسران لم يأت إلا من أنفسنا، فنحن المسؤولون عن ذلك، نحن نسعى للتفرقة، ونحن نعمل للبغضاء.
إن الملك كما يتضح من خطابه يدعو المسلمين، والعرب إلى الوحدة، وحدة القلوب، ووحدة المقاصد والغايات، وليست وحدة الأشكال، والمظاهر، وهو ينبه إلى أهمية الوحدة، بل ويصرح بأن المسلمين، والعرب هم أول المسؤولين عن عدم تحققها.
ويقول الملك في خطاب له أثناء المأدبة الملكية التي أقامها لحجاج عام ١٣٦٢هـ - ١٩٤٣م:"نحمد الله على أن المسلمين نشأت فيهم روح طيبة، وهي روح تبشر بزيادة الخير بين المسلمين؛ لأنه ما بينهم تخالف، ولا تنافر، ولا تخاذل".
في ذلك الوقت (١٣٦٢هـ/١٩٤٣م) كانت دعوة الوحدة العربية، هي نداء الشعوب العربية، وقد قرنها الملك الداعية بوحدة المسلمين، وجعلها وحدة قلوب، ومقاصد وغايات، ولم يحولها إلى وحدة أشكال ومظاهر.
ويقول الملك في كلمة تعد دستوراً لكل من يتطلع إلى وحدة العرب والمسلمين:
"رسالة الوحدة العربية، هي رعاية لمصالح كل مسلم، وكل عربي، ولكن رأيي الذي أدين الله به: أنه لا يتم شيء في الدنيا إلا بالعمل الصالح".