وفي المؤتمر الوطني الذي انعقد في القصر الملكي بمنى ١٣٥٠هـ، ١٩٣١م يقول رحمه الله: يستحيل على الإنسان أن يكون شيئاً يذكر إلا أن ينال عناية من الله تعالى، وعناية الله لا تكون إلا لمن تبع أمر الله تعالى، ومن وفَّقه الله وكان في كنف الله وفي عنايته كان النصر حليفه بدون شك... أنتم تعرفون أن هناك قبيلاً من البشر يسمونهم "العرب"ولو كان لأحد أن يفتخر بهم لوجب أن أفتخر أنا بهم.. وكانوا في ظلمات الجهل والضلالة ولكن الله منّ عليهم بنعمته وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم وليس من شك في أن أفضل قبيلة في الدنيا هي القبيلة التي بعث منها محمد صلى الله عليه وسلم، وأفضل بقعة هي البقعة التي بعث منها صلى الله عليه وسلم فالشرف العظيم لا يُنال بالانتساب إلى الآباء وإنما يُنال بالتقوى، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. والشَّرف يكون بأمرين:
بالدين ثم بالصدق في الأقوال والأفعال.. وأفضل شيء يقام هو تنفيذ أوامر الله تعالى في هذه البقعة المباركة التي أنزل بها الوحي وبعث بها محمد صلى الله عليه وسلم وهي مسقط رأسه ومدفنه [٤٠] .
وفي الكلمة التوجيهية التي ألقاها الملك عبد العزيز رحمه الله في أول دفعة من خريجي المعهد العلمي السعودي ١٣٥٠هـ، ١٩٣١م قال:"اعلموا أن الناس لو كانوا جميعاً على قلب أكفر رجل لما ضروا الله شيئاً، ولو كانوا على قلب أتقى رجل لما نفعوا الله شيئاً إن الله لغني عن العالمين"[٤١] .
وفي مكة ١٣٥٠هـ ١٩٣٢م في الحفل الذي أقامه جلالة الملك عبد العزيز تكريماً لكبار الحجاج قال: "... أما السلاح الثاني - وهو الأعظم - فالذي أوصي به نفسي وأوصيكم به، وهو التقوى والاعتصام بحبل الله جميعاً فإذا علمتم ذلك نلتم العزة في الدنيا، والعفو في الآخرة، ورحمة الله وسعت كل شيء ولا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها وكل طريق غير ذلك لا يفيد [٤٢] .