وفي كلمة له أمام كبار رجال الدولة سنة ١٣٥١هـ في الطائف يقول:"إني أريد أن أوضح لكم ما في ضميري، فإن كان صواباً فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان، والإنسان ينظر للأمور بقدر معرفته لها، فمنهم من يتحققها ببصيرة تامة ونظر ثاقب، ومنهم من يبصرها ولا يتدبرها، ومنهم من لا يبصرها ولا يعرفها. أمّا نحن فلا عز لنا إلا بالإسلام ولا سلاح لنا إلا التمسك به وإذا حافظنا عليه حافظنا على عزنا وسلاحنا، وإذا أضعناه ضيعنا أنفسنا وبؤنا بغضب من الله.. وأما الأمور العصرية التي تعنينا وتفيدنا ويبيحها دين الإسلام فنحن نأخذها ونعمل بها ونسعى في تعميمها، أما المنافي منها للإسلام فإننا ننبذه ونسعى جهدنا في مقاومته، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا مدنية أفضل وأحسن من مدنية الإسلام ولا عز لنا إلا التمسك به"[٣٩] .
وفي كلمة له رحمه الله سنة ١٣٥١هـ يقول: "لقد تفشّى الجهل، وساد التخاذل بين المسلمين، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من الحالة الراهنة التي تعرفونها، ولم يبق من الدين إلا اسمه، وتفرقنا أيدي سبأ، وأصبح المسلمون فرقاً وشيعاً.
أما أولئك الذين يطبلون ويزمرون لحضارة الغرب ومدنيته، ويريدون منا أن ننزل عندها، فنتمثلها في بلادنا وبين أقدامنا، فإننا نسوق إليهم الحديث بتوجيه أنظارهم إلى هذه الأزمة الخانقة، وإلى هذا التبلبل السياسي، وإلى هذه الفوضى الاجتماعية السائدة في تلك البلاد، فإنّ نظرة واحدة لمن يتدبر في هذه الأوضاع السائدة هذه الأيام تجعله يلمس فساد تلك النظريات المتسلطة على عقول السذّج من المسلمين والعرب.