أما المسائل الصناعية والزراعية فإن أوامر الله تعالى ونبيه صريحه بالأخذ بها وكذلك في أعمال رجال السلف الصالح أكبر دليل على العناية بها والأخذ بأسبابها ولذلك فالقول بأن الصناعة والزراعة هما من نتاج الحضارة الغربية وحدها ليس بصحيح وكذلك الطيارات، والدبابات، والمدافع، والأعتاد الحربية التي تدافع بها الأمم عن نفسها، وتذود بها عن حياضها هي من الأعمال الصناعية أيضاً، ومما أمر الله به صراحة فقال في كتابه العزيز:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[٤٠] .
ويقول رحمه الله في كلمة ألقاها عام ١٣٥٢هـ أمام كبار الحجاج:"... فالنصح لله هو عبادته وحده لا شريك له، أما النصيحة لكتاب الله فهو التصديق بما فيه والعمل بحكمه، وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم فهي الإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه والتخلق بأخلاقه ومجانبة من ابتدع في سنته.. أما النصيحة لأئمة المسلمين فهي معاونتهم على الحق وطاعتهم، والدعاء بأن يوفقهم الله لما فيه خير المسلمين في الظاهر والباطن.. والنصيحة لعامة المسلمين هي أن المسلم لا يكون مسلماً حقاً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويعمل للناس ما يريد أن يعملوه معه.
فهذا علمنا، وهذا فهمنا، إن الخير كل الخير في طاعة الله ورسوله، والتأسي بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه وتعالى أرسل الرسول بشيراً ونذيراً ورحمة لهذه الأمة لذلك وجب على كل مسلم محبة رسول الله وأصحابه، والذب عنهم بالأقوال والأفعال..
رابطة الإسلام جامعة قوية ولكن المسلمين فرقهم التخاذل فتفرقوا شيعاً" [٤١] .