للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي كلمة له سنة ١٣٥٣هـ يقول: "... إن حبل الله عز وجل هو كلمة "لا إله إلا الله"إذ لا معبود سواه فهو الأول والآخر، وعبادته باتباع ملة إبراهيم قال تعالى في كتابه العزيز: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [٤٢] ، فمن واجب الإنسان أن يعمل بما أمر الله به، وأن يطيع مولاه صاحب النعمة عليه، ولا يكون ذلك إلا بالعمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد أرسل الله الرسل لهداية الأمم والشعوب، وإنقاذهم من الضلالة، وكانت هداية نبينا صلى الله عليه وسلم أن أرسله الله جلّ شأنه في أحسن القرون، وأن بعثه إلى أقدم الأمم، وقد أزال الله ببعث النبي الكريم الشُّبه والضلال فكانت بركة الله ثم بركة رسوله علينا عظيمة لا تعد ولا تحصى.

وقد أمرنا الله تعالى على لسان نبيه بأمور عظيمة الشأن لو عملنا بها لكان حالنا اليوم غير ما نرى. لقد جعل أركان الدين الحنيف خمسة وهي: ... فالله سبحانه وتعالى يأمرنا بالعمل بها مع الإخلاص النقي، والنية الحسنة، فإذا صدعنا بأوامره - جلُّ شأنه - كفّر عن ذنوبنا، وأولانا نعماءه، فإذا فهمنا ذلك وعلمنا أن الخير بحذافيره فيما أمرنا الله، وجبت علينا طاعته، وطاعته كما قلت هي الاعتصام بحبل الله، وذلك باجتماع المسلمين، وتعاضدهم، وتكاتفهم بأن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ولكننا أضعنا أوقاتنا في شقشقة بدون فائدة، لقد تراشقنا بالكلام فتنابذنا، فكانت الفرقة هذه، وكان الهوان ولو تركنا هذه الأمور، التي لا طائل تحتها لكانت رحمة ربي علينا عظيمة يجب أن نعبد الله ونطيعه كي يوفقنا فعلى كل إنسان أن يحاسب نفسه فيتجنب المعاصي والمنكرات ويتبع أوامر الله عز وجل" [٤٣] .