وليس غريباً على الملك عبد العزيز رحمه الله بصفة خاصة وآل سعود بصفة عامة أن يقفوا من العلم والعلماء مثل هذا الموقف المشرف، فهم أدرى الناس بأهمية العلم والعلماء لقيام الحكم العادل القوي، وقد تيقنوا أثر ذلك عبر فترات الحكم السعودي الثلاث، كما أن التاريخ يشهد أن الأمة التي تحتكم إلى العلم الحق والعلماء الربانيين في أمورها يكون الفلاح طريقها والنصر حليفها، وها هو أخيراً الملك عبد العزيز يوصي ولي عهده الملك سعود في أول وصية له بعد أن عهد إليه بولاية العهد يقول له:"أوصيك بعلماء المسلمين خيراً أحرص على توقيرهم، ومجالستهم وأخذ نصيحتهم، واحرص على تعليم العلم لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة "[١١] .
وأقيمت في القصر الملكي بالرياض حفلة عشاء وجاء دخول المدرسين إلى قاعة الطعام متأخرا يقول أحمد على راوي القصة فرآنا الملك ونحن ندخل القاعة فلم يسمح لنا بالتقدم بل أجلسنا على مائدته، وأخذ يقول للأمراء إنهم يستحون فاقطعوا لهم اللحم [١٢] .
العنصر التاسع: إقامة الدولة على الإسلام والاحتكام إليه
لقد كان تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقاً تاماً في كل شئون الحياة هو الهدف الرئيسي للدولة السعودية في أدوارها الثلاثة:
الهدف الرئيسي لأنه مقتضى الإيمان ولا إيمان بدون ذلك.
الهدف الرئيسي لأنه كان دائماً مصدر القوة والخير في حياة الأمة الإسلامية عبر تاريخها.
الهدف الرئيسي لأنه كان مصدر عظمة الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة.
وسر تلك المنزلة العظيمة التي تبوأتها في نفوس المسلمين.