عن الأمن في المملكة وفي حدود ١٣٩٢هـ يقول أحد كبار رجال الأمن في أمريكا وقد سئل هل يركب سيارة مدرعة عند زيارته للسعودية فقال مانصه:"في هذا البلد فقط يشعر الإنسان بالأمن"[٥٤] .
ويقول الشيخ التويجري:"أقرَّ - يعني الملك عبد العزيز - الأمن في شبه الجزيرة العربية فسعد بذلك حجاج بيت الله الحرام، وسعد به أيضاً كل المسلمين، وبفقدان الأمن والاستقرار في حكم مترهل تفقد الأمم مقومات حياتها، حالة عامة متى وُجدت وجد معها الضياع في كل ما هو وراء سرير نوم الحاكم ولو لم توجد مثل هذه الحالة لما سقطت دول، وانهارت عروش... والأمن في هذه الحالة الفريدة ممكن أن يقول عنه قائل إنه واقع لا نبخسه حقه وقدره الكبير لكنه صار إلى ماض مضاف إلى التاريخ بوسائله، وإنسانه، وأيامه، بالنسبة لأمن الشعوب اليوم التي تداخلت فيها ومعها مسارات واسعة في العقل والفكر والأرض والفضاء فمن تجاوز في حساباته مع الأمن هذه الحقائق، ومقدار نفسه وظل في نعاس في عالم يقظ ستوقظه الأحداث من حوله أو فيما هو بعيد عنه إذا افترضنا أن هذا العالم اليوم شيئاً بعيداً في عصر الاتصالات والعقول الحاسبة"[٥٥] .
ومع تقديري وتأييدي لما ذهب إليه الشيخ التويجري من استحثاث جيد وتحذير يقظ فإنني على ثقة أنه يتفق معي تماماً - وهو ما يعتقده كل مؤمن بالله - أن إنسان هذا العصر وغداً وإلى أن تقوم الساعة ومستحدثاته لن تستعصي على شرع الله الذي جاء من لدن حكيم خبير وهو صالح لكل زمان ومكان والبقاء له وحده، هذا الشرع وراء جواب ذلك المجرم الذي حينما سئل في بلد مجاور جداً - مارس فيه عدداً من السرقات في مدة قصيرة: هل سبق أن مارست هذا العمل في السعودية التي عشت فيها سنوات كثيرة - فكان جوابه "يا معودين هناك يقطعون اليد"[٥٦] .