"وإني أوصيكم بتقوى الله، والنظر في حالة وطنكم وبلادكم ورفع أحوال الناس ومظالمهم إليّ لأن الملقى على عاتقي من الأمور عظيم وبعضكم به أبخص، وإني مع كل ذلك أسأل عن أحوال الناس، وأتفقد مصالحهم بقدر الجهد والاستطاعة، وإذا ما اطلعت على شيء عينت له هيئة مخصوصة منكم للنظر في ذلك، ثم أشرف على أعمالها بنفسي، وأتراجع وإياهم في خصوصها حتى يبت في أمرها بما جاء في كتاب الله، ووالله – يا أهل هذا البلد الطاهر المقدس - أرى الكبير فيكم كأبي والوسط كأخي، والصغير كابني، وإنَّ الذي أقول هو الذي أعتقده والله على ما أقول شهيد، وإني أرى كثيراً من الناس ينقمون على ابن سعود، والحقيقة ما نقموا علينا إلا لاتباعنا كتاب الله وسنة رسوله، ومنهم من عاب علينا التمسك بالدين وعدم الأخذ بالأعمال العصرية فأما الدين فوالله لا أغير شيئاً مما أنزل الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع إلا ما جاء به وليغضب علينا من شاء وأراد وأما الأمور العصرية التي تعيننا وتفيدنا ويبيحها دين الإسلام فنحن نأخذها ونعمل بها ونسعى في تعميمها، أما المنافي منها للإسلام فإننا ننبذه ونسعى جهدنا في مقاومته لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا مدنية أفضل وأحسن من مدنية الإسلام، ولا عز لنا إلا بالتمسك به.