للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجب أن تحرصوا على العمل، والعمل لا يكون إلا بالتساند والتَّعاضد، وإخلاص النية، والإنسان وحده لا يستطيع أن يعمل، وإذا عمل فيكون عمله ضعيفاً، والضعيف ضعيف على كل حال، ونحن نحتاج إلى القوة في كل شيء، وكلنا أمة واحدة عربية، ديننا الإسلام، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والعرب قبلنا عملوا الشيء الكثير، والتاريخ أكبر شاهد، والإسلام يحضنا على العمل {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} [٨] ، يجب أن يكون العمل خالصاً لله لا رياء فيه ولا نفاق ولا غش ولا خداع، وإنكم والله إذا عملتم ذلك فستنجون، وأن العمل يفيدكم ويفيد بلادكم وشعبكم، ويقربكم من الله ولا يوجد شيء أحسن من هذا..

أنتم رؤساء البلاد وقادة الأمة وكبراؤها، وأدرى بما يحسون به وما يشعرون ويجب عليكم أن ترفعوا إلىَّ كل ما يتظلمون منه وترشدوني إذا رأيتموني ضللت عن طريق الحق، وإذا لم تفعلوا ذلك فأنتم المسؤولون وإني أطلب منكم ومن غيركم أن من رأى مني شيئاً مخالفاً فليوضحه لي وليرشدني إلى طريق الحق وليكن كما قال عمر بن الخطاب لمن أراد أن ينصحه "فليكن ذلك بيني وبينه"فو الله إذا رأيت الحق اتبعه لأني مسترشد ولست بمستنكف، ومن رأى شيئاً وكتمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

أما المظلمة التي تصلني فإني لا أتركها بل أبحثها وأحقق فيها، والتي لا تصلني فالذنب فيها على من رأى وكتم، وإذا علمت به فسيكون جزاؤه عندي أعظم من جزاء غيره.

وإني أحثكم على العمل الذي فيه اكتساب معيشتكم، فابذلوا كل ما في وسعكم لذلك، وهذه أرض الله واسعة فاسعوا في مناكبها ولا تركنوا للكسل والخمول فإن عاقبتهما وخيمة" [٩] .